بعد مشاهدة فيلم John Wick من بطولة نجم سلسلة The Matrix كيانو ريفز، ستظنون أن السيناريو يقتصر على المعارك والمطاردات والقتل، ومشاهد الحركة المجنونة.
لكن الحقيقة أنه ليس مجرد فيلم حركة بل هو عابق بالروح ايضاً، رغم ان السيناريو ضعيف والقصة تقليدية ومكررة عشرات المرات. يروي الفيلم حكاية جون ويك اشهر قاتل مأجور كان قد اعتزل مهنة الخطر بسبب امرأة احبها وتزوجها، لكنها توفت وتركته محطماً مع هدية هي عبارة عن كلب صغير يؤنس وحدته. لكن جون يضطر الى تعليق تقاعده وحمل سلاحه مجدداً، بعدما اعتدى عليه يوسف (الفي الن) ابن زعيم عصابة روسية يدعى فيغو تارازوف (مايكل نيكفيست). يوسف هذا تجرأ على قتل كلبه والاستيلاء على سيارته الموستانغ، من دون ان يدرك انه اعاد تحريك وكر الدبابير. جون ينطلق للانتقام، غير عابئ بالعشرات من اشهر قتلة نيويورك الذين أغراهم فيغو بملايين الدولارات وجيّشهم لقتله قبل وصوله الى ابنه، ومن ضمنهم صديقه القديم (ويلم دافو).
واحداً تلو الآخر، يبدأ الرجال بالتساقط امام جون... بعد مشاهدة فيلم John Wick قلة قد يتذكرون شريط المؤلف العنيف وغير التجاري The Rover (مطاردة رجل لمن سلبه سيارته التي يضع في صندوقها كلبه النافق) مع العلم ان الفيلمين من عالمين سينمائيين مختلفين تماماً. لكن الاكثرية قد يستهجنون ان يكون موت كلب صغير هو الباعث لكل ذلك الوحشية والعنف اللذين سنراهما طوال العرض، لكن المسألة، رغم خفتها، لديها جانب مؤثر، فالكلب اصبح بالنسبة الى جون الذكرى الوحيدة المتبقية من حب حياته والامل الوحيد الذي كان سيجعله يتقبل فكرة عيش وحدته المؤلمة. المشوق ايضاً في الشريط، هو عالم الاجرام العجيب بقوانينه وطرقه، والذي يعاود جون الانخراط فيه، فيدخلنا اليه لنكتشف غرابته وغموضه وابتعاده كثيراً عن عالمنا واقترابه كثيراً من عالم الرسوم المتحركة. عالم مثير وناجح بإدارته الفنية وأزيائه ومواقعه ومونتاجه وايقاع معاركه وفنونه القتالية، مع العلم انه الاخراج الاول للثنائي تشاد ستاهلسكي ودايفيد ليتش اللذين عملا سابقاً منفذين للمشاهد الخطيرة بدل الممثلين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق